سر غريب ذلك الدمع في العيون ...
يحمل الفرحة على قطرة ندى تارة ...
ويحمل الأحزان على فراشة مبللة تارات ...
وما أصعب ذلك الدمع حبيس العيون ...
لعله دمع الكبرياء والشموخ والعزة ...
لعله دمع القهر في عيون باسمة ...
لعله دمع متعب من سطوة الانتظار ...
لعله نهر لا يجد صدر في واد ليصب فيه ...
لعله دمع الفراق بلا وداع أو لقاء ...
لعلها ماسات غالية محملة بنور نجمة بعيدة ...
لعله احتراق لشمعة تنطفئ بصمت ...
لعله ميلاد جديد لبسمة لنسمة عائدة ...
لعلها بسمة تائهة في بحيرة البجع المفقودة ...
لعلها عيون عشقت الهوى في أطلال بعيدة ...
لعلها دمعة خاشعة في محراب الغربة الساقعة ...
لعلها نزيف لقلب بلا بلسم شافي ...
لعلها ذكرى معلقة في أماني أكبر من السرابا ...
لعلها مرارة تحملها تنهيدة بحلاوة ...
لعلها سهد الليالي وقد كانت عذابا ...
لعلها أغنية مخفية خلف سترا وحجابا ...
لعلها جدارا من الشوق لا بل أكثر ايلاما ...
لعلها موجة خائرة من تعب يحترق بلا نارا ...
لعلها لحظة صدق في عيون باكية دامعة ...
لعلها أشواك وردة اشتاقت لموطنها بلا ترابا ...
لعلها كلمات مخنوقة فاقت لغات التعبير والكلاما ...
لعلها تاج لأميرة نائمة فوق غيوم السحابا ...
لعلها أحجية برموز روحية غائبة حاضرة ...
لعلها طير مهاجر عندما تبكي الطيور ...
لعلها شيء أكبر من كل تفسير أو تبريرا ...
ولكن ما أجمل الدموع في عيون حائرة بلحظة اللقاء بلا وداع أو فراق
مع تحيات
رنيم الملائكة