ايِّهِمَا اغُدّر الْبَحْر ام الْانْسَان ؟؟
كَثِيْرَآ مِن الْنَّاس يَظُنُّوْن بِأَن الْبَحْر غَدَّار
وَلَا يُوْجَد مَن هُو أَشَد غَدْرَا مِن الْبَحْر ..
وَلَكِنَّنِي أُخَالِفَهُم الْرَّأْي....
فَالإِنْسَان بِحَد ذَاتِه أَكْثَر خَطَرَا وَفِتْكَا عَلَى نَفْسِه مِن الْبَحْر ..
فَالَبَحْر مَهْمَا أَخْفَى مِن أَسْرَار وَأَخْبَار فَلَابُد فِي يَوْم
تَخْرُج أَسْرَارَه عَلَى سَطْحَه أَو عَلَى شَوَاطِئِه...
امّا الْإِنْسَان فَهُو بَحْر عَمِيْق جَدُآ ...
بِلَا شَوَاطِئ...
وَلَا أَمْوَاج ...
يُشْبِه تَمَامَا مُثَلَّث بَرَمُوْدَا الْمَوْصُوْف بِالْخَطَر ...
فَالَبَحْر إِذَا غَدَر بِنَا فَإِن غَدْرِه يَكُوْن مُفَاجِئا ...
وَيَأْخُذ مَا يُرِيْد دُوْن رَجْعِه وَدُوْن تَعْذِيْب دَائِم ..
فَنَحْن نَعْلَم أَن الْبَحْر قَد أَخَذ الْكَثِيْر مِن أَجْدَادُنَا ...
وَدَفْنِهِم فِي أَعْمَاقِه إِذَا فَغَدْرِه يُؤَدِّي ....
إِلَي الْمَوْت الْمُبَاشِر دُوْن أَن يَمْنَح...
لضَحْيْتِه الْفُرْصَة لِتَقْبَل الْآَلَام ....
بَيْنَمَا الْإِنْسَان إِذَا غَدَر فَإِنَّه يَحْدُث ...
جُرْحَا عَمِيْقا جَدَّا جَدَّا بُضَحْيْتِه ..
يَظَل يَنْزِف حَتَّى يُفَارِق الْحَيَاة...
أَي أَنَّه يَرَى الْجَمِيْع أَنْوَاع الْأَلَم ..
وَهُنَاك مَن يَمُوْت مِن مِن شِدَّة الْعَذَاب....
وَهُنَاك مَن يَرْفَض مَوْتِه حَتَّى يُذِيْقُه الْمَزِيْد مِن الْأَسَى وَالْأَلَم...
بَل أَنَّه رُبَّمَا يَطْلُب الْمَوْت عَلَى أَن يَسْتَمِر فِي تُجَرِّعُه ...
لِهَذَا الْأَلَم وَكَأَن الْمَوْت أَصْبَح رَحْمَة لَه... ..
}} الْسُّؤَال الأهم : ايِّهِمَا اغُدّر الْبَحْر ام الْانْسَان {{
تحياتي
يومين ومسافر